Wednesday, January 9, 2008

أحلام الفراشات

خورخي لويس بورخيس * سلبينا أوكامبو * أدولفو بُيوي كاساريس






حلم الفراشة- شوانج تسو

(1) (الصين)

حلم شوانج تسو بأنه فراشة, وحينما استيقظ لم يعد يعرف إذا ما كان تسو هو الذي حلم بأنه فراشة, أم أن فراشة هي التي كانت تحلم بأنها تسو
(1)
شوانج تسو حكيم صيني من أتباع المدرسة الطاوية, عاش في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد, ومن آثاره الأدبية التي تعتمد على التعبير الرمزي بالنوادر والحكايات


(شراهة صوفية- ألكسندرا دافيد نيل (2) (فرنسا

على شاطئ أحد الأنهار التقى ناسك من التبت صياد سمك. وكان الصياد يطبخ في قدر يغلي على النار سمكًا ليعمل منه شوربة. توقف الناسك أمامه, ودون أن ينطق بكلمة أمسك بالقدر ورفعه وأخذ يشرب الشوربة وهي تغلي. استنكر الصياد شراهة الناسك. لم يأبه الناسك لذلك واستدار وهبط إلى حافة النهر وأخذ يفرغ مثانته في الماء, وإذا بالأسماك التي التهم شوربتها تخرج وتسرع سابحة في النهر
(2)
( ألكسندرا دافيد نيل: من غرائب سحر التبت (1929

(العينان المذنبتان- أحمد الشرواني (3
يُروى أن رجلاً اشترى جارية شابة بأربعة آلاف دينار. وفي يوم من الأيام تطَّلع طويلاً إليها وانخرط في البكاء, فسألته الجارية الشابة لماذا تبكي?, أجابها: عيناك بالغتا الجمال, حتى أنهما تشغلانني عن العبادة. وما إن وجدت الجارية الشابة نفسها وحدها, حتى اقتلعت عينيها.وما إن رآها سيدها في هذه الحالة حتى أصابه الهم والغم وسألها: لماذا قمت بهذا الفعل الشنيع, وبهذه الصورة? لقد تسببت لنفسك في عاهة لن تزول, وقللت بذلك سعرك كثيرًا جدًا. ولم تجد هي أمام ما قاله سيدها ما ترد به سوى: أنا لا أتحمل يا سيدي ذنب أن يكون جمالي هو ما يبعدك عن العبادة.وليلتها, سمع الرجل في منامه صوتًا يقول له:(لقد أقدمت الشابة على ما جعلها تخسر غلو ثمنها من أجلك, لكننا نعلي قدرها ثانية ونعيد لك الثمن نفسه ولك أن تسترده).وعندما استيقظ مالك الجارية الشابة, وجد الأربعة آلاف دينار تحت المخدة, ووجد الجارية الشابة ميتة

(3)
( لم يمدنا بورخيس بأي معلومات عن أحمد الشرواني ولم نعثر - حتى ترجمة هذا النص - على أي إشارة إليه. (المترجم


(العيش على الدوام- جيمس جورج فريزر (4) (إنجلترا
وهذه حكاية مأخوذة من منطقة قريبة من أولدنبرج, في دوقية هولستين.وتقول الحكاية إن سيدة حاولت أن تحقق لنفسها السعادة, بأن تنال كل ما تهفو إليه نفسها من أكل أو شرب, وأن تمتلك كل ما ترغب في الحياة بما في ذلك أنها تمنت أن تبقى حبة على الدوام.وفي المائة سنة الأولى سارت الأمور كلها بشكل طيب, لكن بعد ذلك بدأ جلدها يكرمش, وبدأت التجاعيد تغطي وجهها, وضمر جسمها, حتى أنها لم تعد قادرة على المشي أو الوقوف, بل لم يعد باستطاعتها أن تأكل أو تشرب, وانتهى بها الأمر إلى أنها لم تعد قادرة على أن تموت.وأمام هذا المأزق بدأوا يغذونها كما لو أنها طفلة. ولكنها, ومع مرور الوقت, انتهت بها التغيرات التي تطرأ عليها إلى أنها صارت بالغة الصغر, لدرجة أن ذلك مكّنهم من أن يضعوها في زجاجة علقوها في سقف الكنيسة. ومازالت مدلاة هناك حتى الآن في سقف كنيسة سانتا ماريا في لوبيك, وهي في الزجاجة المتدلية في حجم فأرة.وكل سنة, ولمرة واحدة فقط, تصدر منها حركة
(4)
جيمس جورج فريزر: عالم أنثربولوجي (علم الأجناس البشرية) ولد في جلاسكو 1854, ومات في 1941, ومن أشهر مؤلفاته الأخرى: الغصن الذهبي

(اعتقاد- جورج لورنج فروست (5) (إنجلترا
كان المساء قد حل, عندما تقابل شخصان لا يعرف أحدهما الآخر, في الممرات المعتمة في أحد معارض التصوير, انتابت شخص منهما قشعريرة مفاجئة فسأل الشخص الثاني:هذا المكان مسكون هل تعتقد حضرتك في وجود الأرواح?أجابه الشخص الثاني:أنا... لا. وحضرتك?رد عليه الشخص الأول وهو يختفي من أمامه:أنا.. نعم
(5)
جورج لورنج فروست: كاتب إنجليزي ولد في برينت فورد عام 1889. مؤلف: إلى الأمام (1909), الجزيرة (1913), حب من لندن (1916
(أمارة الموت- جان كوكتو (6) (فرنسا
قال البستاني الشاب, ذو الأصل الفارسي, لسيده: (أنقذني يا سيدي, فلقد التقيت أول هذا النهار بالموت, ولقد بيّن لي أمارة أنذرتني بالموت هذا اليوم, وهربًا من نهايتي أريد أن أكون هذه الليلة في أصفهان).والسيد, بقلبه الطيب, أعاره خيوله التي يحتاج إليها لسفره. ولما حل الليل, قابل السيد الموت فسأله: (لماذا أنذرت أول هذا النهار رجلي البستاني بأمارتك?).وأجابه الموت بقوله: (لم تكن الأمارة التي أبديتها له لإنذاره, لم تكن سوى تعبير عن دهشتي لرؤيته هنا أول هذا النهار بعيدًا عن أصفهان. وكان من المقدر له أن أقبض على روحه في آخره, في هذه الليلة, في أصفهان
(6)
جان كوكتو (1891 - 1963) كاتب فرنسي لامع في مجالات شتى للإبداع


(حُطاَم- خوسيه ثوريَّا(7) (إسبانيا
(من دون خوان تينوريو, الفصل الثالث (1844
دون خوان: إذن هذه الأجراس التي تقرع من أجلي ؟
إستاتوا: نعم
دون خوان: وهذه الترانيم في قداس جنازتي ؟
إستاتوا: هذه مزامير التكفير عن خطاياك
دون خوان: وهذا الدفن الذي يتم ؟
إستاتوا: إنه دفنك
! دون خوان: أنا ميت
إستاتوا: عند باب بيتك... قتلك النقيب
(7)
خوسيه ثوريَّا: شاعر وكاتب مسرحي, ولد في بلد الوليد 1817. وفي 22 يناير 1889 توجته النوادي الثقافية في غرناطة أمام 14000 شخص, ومات في مدريد 1893


ظل تحركات قطع اللعب- أدوين مورجان
ملكان عدوان, في واحدة من القصص التي تكتمل بها سلسلة مابينوجيون, جلسا يلعبان دورًا في الشطرنج بينما جيشاهما يتحاربان في الوادي تحتهما. وكل من الجيشين كان على وشك القضاء على الآخر. وعندما جاءت الأخبار التي حملها رسول كل منهما, لم يبدُ على الملكين أنهما أنصتا لهما, وانكبا على لوحة الشطرنج المعمولة من الفضة ينقّلان القطع المعمولة من الذهب. وشيئًا فشيئًا, وضح أن توالي الأحداث في المعركة يتفق مع نقلات القطع في اللعب. وعند حلول الليل قلب واحد من الملكين لوحة الشطرنج فهدَّ الدور, لأنه كش ملك, وبعدما فقد مَلِكَه على اللوحة وخسر الدور,
:وصل بعد وقت قصير أحد فرسانه والدماء تنزف من جروحه وتغطيه, وأخبره
(مولاي.. جيشك هرب, وسُمُوَّك خسر المملكة)


الاحتماء بالكتاب - جي ويللوج باي ميادي
الكاتب وو دي شانج لنج أهان الساحر تشانج تشي شن, وتأكد أن هذا الساحر لن يتوقف عن السعي للانتقام لكرامته منه. قضى وو الليلة مستيقظًا وهو يقرأ في نور المصباح كتاب (التحولات) المقدسة. وفجأة تناهى إلى مسامعه صوت هبوب العاصفة وهي تدور حول بيته, ثم ظهور واحد من أفراد العصابات أمام بابه وهو يلوح له ويهدده بحربة في قبضته. انتفض وو وضربه بالكتاب فصرعه, وعندما انحنى فوقه ليتأكد منه رآه لا يزيد عن كونه صورة مقصوصة من الورق, فحملها وحفظها بين صفحات الكتاب. وبعد وقت قصير دخل عليه شابان من ذوي النفوس الشريرة بوجهيهما الأسودين, وكل منهما يهدده ويرفع عليه بلطة في يده. وهذان أيضًا عندما صرعهما وو بالكتاب اكتشف أنهما صورتان مقصوصتان من الورق, حملهما وحفظهما بين صفحات الكتاب كما فعل مع الأول.وعند منتصف الليل جاءت إليه امرأة تندب ويتعالى صوت عويلها وطرقاتها على الباب لا تتوقف بينما تنادي: افتح يا وو.. أنا زوجة تشانج, والذين جاءوا إليك ليهاجموك هم زوجي وولداي. إلا أنك حبستهم في كتابك, وأنا أتوسل إليك أن تفك حبسهم وتعيدهم إليّ.وأجابها وو: زوجك وولداك غير موجودين في كتابي. وكل ما عندي هو فقط صور الورق هذه.وأوضحت له المرأة: إن أرواحهم في تلك الصور. ولو طلع عليهم النهار قبل أن تعيد أرواحهم إليهم, فلن تتمكن أجسامهم الراقدة في الدار من أن تستعيد الحياة مرة أخرى.صاح وو في وجهها: هؤلاء السحرة الأشرار أي رحمة ينتظرونها مني? أنا لا أفكر أبدًا في فك حبسهم, ولأني مشفق عليك فسأعيد لك واحدًا فقط من ولديك. ولا تطلبي مني أكثر من ذلك.وأعطاها صورة ولدها سوداء الوجه.وفي نهار اليوم التالي انتشر خبر بأن الساحر وولده الأكبر قد ماتا في الليلة الفائتة


(نهاية قصة خيالية- أ.أ.إيريلاند (إنجلترا
صاحت الفتاة وهي تخطو للأمام بحذر: ما أغرب هذا... ما للباب ثقيل إلى هذه الدرجة?!وبينما كانت تتكلم لمست أصابعها الباب فانغلق فجأة بخبطة مدوية. وصرخ الرجل: يا إلهي! واضح أنه لا يوجدمقبض من الداخل لفتحه من ناحيتنا. لقد انغلق علينا معًا نحن الاثنين! وردت عليه الفتاة: علينا نحن الاثنين, لا... على واحد فقط, نعم!ومضت لتخترق الباب, واختفت
أ.أ. إيريلاند: إنجليزي ضليع في شتى المعارف. ولد في هانلي 1871. تأكد كونه سليل المحتال المشهور وليمْ إيريلاند, الذي ظهر على حين غرة أنه أحد أجداد وليم هنري إيريلاند, الذي أوصى شكسبير إليه بمخطوطاته


عن منتديات ميدوزا

No comments: