Friday, March 21, 2008

بياض البياض

تغوصين فيّ كما المادة، كما موسيقى كمنجات بعيدة تأتيني على غفلة فتوقظني من نومي الجميل، كما صورتك تأتيني من زاوية مخي وتنفرد أمامي لوحة موناليزية أجمل من خرفشتك وأصابع قدمك المنحوتة من صخر الجبل، أبيض من البياض.. ما البياض أمامي، حمامة، أفق مرمري، زبد بحر جائع، أنت البياض كله أو نصفه.. كل الكل.. كلي.. دفء ووجه يوقظني عندما أترك النافذة مفتوحة لك، أزورك أنام في البياض الأبيض، في السواد الأبيض، في الخضار الأبيض، فيك أبيض من روح على حبل الغسيل في ليلة.. أجمل منكِ.. أنتِ.. أحلى وألطف منكِ.. أنتِ.. مدلوقة.. جبنة.. كل الأشياء التي لها صوت.. ذيل فرس.. فرس بيضاء أخرى.. جمال الجمال.. باطن الروح.. داخلي.. في زاوية ما هنا تسكنين بيتاً مسكوناً بالقصب والعصافير.. على البحر طلة.. أنت طلة الصبح على غزة..أنا مساء ينام على الرصيف.. مساء اعتباطي وبارد

Friday, March 7, 2008

تأكل الحديد




قال الذي مرَّ ولم يبتسم: إلى أين نذهب حين تذهب الطريق وتغادرنا الأرصفة/ إلى أغنيةٍ جديدة/ إلى مسيحٍ آخر يملأ الدنيا صراخاً وزعيقاً/ إلى قطة تأكل الحديد في غزة(*)/ إلى التياترو/ إلى وفاء سلطان/ إلى الذات المنقوشة فوق/ إلى أين نذهب يا أصدقائي والروح تعبةٌ كبوكسة خيار أرتفيسيل/ إلى أين نذهب حين نذهب.. إلى ضوء في آخر نفق غزة المظلم نذهب.. ولا نذهب


(*)

حكاية القطة التي تأكل الحديد: بالأمس مررت إلى جوار السوق متخذاً أقرب طريق إلى سريري.. كنت سعيداً لأنني وجدت تاكسياً يعود بي إلى البيت الذي لا سور له، نظرت إليّ القطة التي كانت تقضم حديد البسطات.. نظرت إليّ ولم تبتسم: انتفضتُ.. خفتُ كثيراً.. اليوم هذه القطة الهزيلة تأكلُ حديد البسطات ملء الفم.. غداً ستأكلنا ولن تشبع.. ذهبت إلى فراشي مسرعاً فهجم عليَّ كابوس (مقطقط) نظرت نفسي فيه فاراً لا أستطيع الخروج من الزاوية.. عندما استيقظت
قلتُ متثائباً: يا الله كما تشبهنا غزة.. حتى في الاحلام
..
!