Wednesday, February 6, 2008

مثلي مزاجيةٌ جِداً


(2)
وغزة سوداوية أيضاً لحد البياض، وتشكل على الخارطة جسداً لامرأة وحيدة في الفراغ
:: الفراغ = اليابس + الماء ::
على أنغام باريس الالكترونية تبدو غزة مثيرة جداً، ومبكية أيضا، تتقرح جوعاً لا حاجة ولا رغبة، بل فقط لأنها تحبنا خائفين وخائفين جداً

القلب يبكيني ويهاجر، غزة يا أيتها الموت المترع بالشفق الشتوي كعادته والمثلج بالحرارة، لا أطلب أكثر من حضنكِ وشهوتي وكأس نبيذ


القلب ايضا يزرع مساحات من ألم، ليس بألمي، ولم أرثه من حيوات سابقة

- أنا لست بوذياً يا هذا –

غزة أيتها الصدر المتجمد والبارد، أوقفي رسائلك المؤلمة واستسلمي للصوت والضوء
لا بأس إن أحرقتني سيجارة أخرى، فأنا لا انطفئ وامرأتي تركتني حين ولدتُ. وعلى فراش موتي رسمت زنبقة وفقط
- الزنابق لا تملأك غزة وإنما شقائق النعمان –

غزة مثلي مزاجيةٌ جِداً، تَملأ داخلي بالملحِ وتضحكْ
تدخل مرغمةً ثقبَ الإبرةِ [قلبي] وتَخرجُ مسرعةً لأنها مثلي
تكسر آنيتها الفخارية للمرة العاشرة وتعتبر أن ما حدث ليس إلا حلماً ستستيقظُ بعدهُ منتشية
عندما تحب لا ترى شيئاً أمامها، تكسرُ ماضيها على صخرة المجهول وتمضي
تشغل نفسها بخياطة قصص الأنبياء والصالحين والمومسات أيضا، وعلى أرصفتها ترمي بضاعتها لكي يلتقطها مسيح آخر ذاهب الى اورشاليم في رحلة بلا عودة
تقول كلاماً، تقول كثيراً، وتسمع صداها أكثر منها وتسمع
أمنيتي أن تثلج فيكِ لمرة فقط. كي أراكِ غزة على حقيقتك


(1)

..غزة..
تشبهه في الشتاء، وتشبه ألآمه واجتراره للماضي مرغماً
..غزة..
كما هو، يعري الكلمات منه ومنها، ويثبت للعالم أن خلقه لم يكن عبثاً، اختياره للاسم لم يكن بمحض إرادته تماماً، ولكن هذا ما كان بمقدوره فعله وقد فعله بلا تردد


..غزة..
راقصة بلا جسد أو موسيقا، تفرد شعرها على شارعه الممطر وتمضي، فلا تعطيه لذة البقاء في أرض لا تتسع لكليهما.غزة راقصة تعرٍ قبيحة وهو لم يدخل حانة في حياته

أي تناقض هذا !


ستسأله الحبيبة عن أسرار الصمت فيه، ستسأله كثيراً ولن تصل الى إجابة، لأن البحر أكبر من أن يضمها الى زجاجته ولأن أحلامه المرهقة والحالمة للوصول الى نهاية تتلاشى حالما يبدأ


وغزة أيضاً عالم آخر، الطرق كلها تؤدي الى /اللابحر /اللاشعور / اللاجّنة/ اللاشئ..... وكلها بذات اللون، قليل من اسود وكثير منه أيضاً


ولسماء غزة قصة أيضاً، لا يعرفها أحد ولن يعرفها بتاتاً – كما قالت العرافة – فالسماء ليست من اختصاص البشر ومن المتعب جداً أن تحاول الخروج الى ذاتك/السماء

ليس يدري لم يُسكِنُّ فتات الروح هذه المدينة ويتجاوز طفولته التي كانت تنخزه دائماً بأن يغادر..الى أين لا يدري.. متى..أيضاً لا يدري

..غزة.. ..غزة.. ..غزة..

4 comments:

واحد فاضي said...

غزة سوف تبقى دائما وأبدا نفسها غزة
قد يتغير وجه الأرض جميعها ولكن غزة لا تتغير سوف تبقى كما دائما تحتضننا حتى الموت وتملأنا ملحا ويأسا وقليلا من الأمل المزيف ونحن أيضا

ليس باستطاعتنا أن نكرهها
كما لا نستطيع أن نحبها

فوحدها غزة تجمع كل المتناقضات

ضاوي جداً said...

سيدي الفاضي
شكراً لك على مرورك الجميل

سيدتي كونجتون-سينس
أكيد ما رح اوقف كتابة
محبة وورد

Unknown said...

يحق لكل انسان ان يلعن وطنه وقت ما يشاء
الا الفلسطيني،والاسباب واضحة
هل مضى هذا الزمن
واتخذ الفلسطيني قراره بأن يلعن وطنه حين يقسو عليه،وحين يحرمه ويكبته ويخنقه
ربما
وهذا على افتراض ان غزة ترتقي الي مصاف الاوطان
وعلى افتراض ان ما قلته في غزة وهو جميل جدا
يحمل وجها من وجوه اللعنة والرفض

واحد فاضي قال ان غزة لا نستطيع كرهها ولا نستطيع ان نحبها
اتفق معه وانت ايضا تتفق معه
وذلك لان الكلام الذي قلته في غزة يحتمل الوجهين

انا لم احب غزة يوما،ولم يعطيني القدر حق الاختيار بالمكوث فيها او الرحيل عنها
ولكن يتملكني هاجس عنيف،اني ساحن اليها جدا لو رحلت عنها
وهذه هي غزة

مزاجيةومالحة ورغيفها يابس
لاتقضم منه بقدر ما يقضم منك

اوجعتنا يا ضاوي

dkaken said...

قبل أن نبكي على شرف غزة
و على دمها السائل على صفحات المدونات بعد أغتصبت
و قبل أن نطلق الرصاص في الهواء أثناء مسيرة تشيع المغدورة غزة
.
..
لنفق من غزلنا العذري !!!
عباس ....يا عباس
يا أبن القحبة الأمريكية أنت مروان البرغوثي بأمتياز
لماذا ننسى أن عباس من ترك غزة لتموت
لماذا نتناسى أن المالكي هو نسق قطع الكهرباء عن غزة
لماذا ننسى أن الأنجوز الفلسطيني هو الذي أوجد الألية الأروبية لخنق غزة و سرقة قوتها

لماذا ؟
روحي ياغزة الك الله.. و كرت التموين
و أنسي ثأرك ....من اللي خانك